2025-09-24 04:25:56
تتعمق أزمة نادي برشلونة مع مرور الأيام، حيث لم تعد المشكلة تقتصر على الأداء المخيب في البطولات الأوروبية، بل امتدت لتشمل البطولات المحلية أيضاً. فبعد خسارة كأس السوبر الإسباني مطلع العام الجاري، بات الفريق الكتالوني على وشك فقدان لقب الدوري الإسباني الذي ظل حكراً عليه لسنوات طويلة.
تعود جذور الأزمة إلى عام 2018 عندما خرج برشلونة من دوري الأبطال بشكل مذل أمام روما، ثم تكرر المشهد العام الماضي بخسارة تاريخية أمام ليفربول. لكن الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد في كأس السوبر كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت إلى إقالة المدرب فالفيردي.
الغريب أن تغيير المدرب لم يحل الأزمة، بل زادها تعقيداً تحت قيادة كيكي سيتين الحالي، حيث تراجع الأداء بشكل ملحوظ وخسر الفريق الكلاسيكو أمام ريال مدريد، ليخسر الصدارة لصاف منافسه التقليدي.
في محاولة لفك شفرة هذه الأزمة المعقدة، تتباين آراء الخبراء بين من يرى أن المشكلة الأساسية في نوعية اللاعبين الحاليين، خاصة بعد رحيل نجوم كبار مثل إنييستا ونيمار دون تعويضهم بشكل مناسب، مما أدى إلى تراجع أداء الفريق وفقدانه هويته المميزة المعروفة بأسلوب التيكي تاكا.
بينما يرى آخرون أن المشكلة تكمن في المدربين الذين لا ينتمون إلى مدرسة برشلونة، ولا يفهمون فلسفة النادي التي أسسها الأسطورة كرويف، مما خلق فجوة بين أفكارهم الأدائية وأسلوب لعب اللاعبين.
في حين يذهب رأي ثالث إلى أن الأزمة شاملة وتشمل جميع عناصر النادي: اللاعبين والمدربين والإدارة، حيث فشلت الأخيرة في اختيار مدربين يتناسبون مع فلسفة النادي، كما أخفقت في التعاقد مع لاعبين يتماشون مع طبيعة أداء الفريق، وأبرز مثال على ذلك صفقة غريزمان التي كلفت النادي مبالغ طائلة دون أن تضيف قيمة حقيقية للفريق.
الملاحظ أن جميع الآراء تتفق على حاجة برشلونة إلى مدرب كبير ذي شخصية قوية وخبرة عالية، يستطيع إقناع نجوم الفريق بأفكاره وتطبيق رؤيته التكتيكية، على غرار بيب غوارديولا أو يورغن كلوب، مع ضرورة تعزيز القائمة بلاعبين يتماشون مع فلسفة النادي، وإلا ستستمر المعاناة وربما تتفاقم أكثر في الفترات المقبلة.
